إعصار قوي يتجه لأكبر مخيم لاجئين بالعالم مهدداً مئات الآلاف
إعصار قوي يتجه لأكبر مخيم لاجئين بالعالم مهدداً مئات الآلاف
أفادت تقارير إعلامية بأن قوة إعصار استوائي في خليج البنغال تزداد شدة وهو في طريقه لضرب غرب ميانمار ومدينة كوكس بازار في بنغلاديش، حيث يعيش حوالي مليون شخص في ملاجئ واهية، فيما يعتبر أكبر مخيم للاجئين في العالم.
و"موكا" هو أول إعصار يتشكل في الخليج هذا العام، ومن المتوقع أن تزداد قوته قبل أن يصل إلى اليابسة، الأحد، على الأرجح في ولاية راخين غربي ميانمار، قرب الحدود مع بنغلاديش، بحسب صحيفة "غلوبال نيو لايت أوف ميانمار" الحكومية.
واستعدت السلطات في ميانمار وبنغلادش لإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص، الجمعة، فيما صدرت توصيات للسكان بالابتعاد عن المناطق الساحلية حيث تحرك الإعصار الشديد في خليج البنغال.
لكن هناك مخاوف بشأن مئات الآلاف من لاجئي الروهينغا الذين فروا من العنف في ميانمار عام 2017، حيث يعيش قسم كبير منهم في ملاجئ من الخيزران والقماش على منحدرات جبلية معرضة لرياح قوية وانهيارات أرضية محتملة.
أرقام واستعدادات
قالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية، إنه من المتوقع أن يصل الإعصار، الأحد، بسرعة رياح تبلغ 160 كيلومترا في الساعة، فيما تصل سرعة الرياح إلى 175 كيلومترا في الساعة بين كياوكبيو في ميانمار وكوكس بازار في بنغلاديش.
وقال نائب مفوض كوكس بازار محمد شاهين عمران إنه من المتوقع أن يبدأ إجلاء ما يقرب من 500 ألف شخص يوم السبت، مع جهوزية 576 ملجأ لأولئك الذين انتقلوا من منازلهم على طول الساحل.
وأوضح كبير العلماء في إدارة الأرصاد الجوية الهندية راجندرا كومار جيناماني: أن هذا هو أول نظام إعصار في شمال المحيط الهندي هذا العام، الإعصار شديد ومن المرجح أن يؤثر على ملايين الصيادين والمجتمعات الساحلية في ميانمار وبنغلاديش.
وحذرت سلطات ميانمار من حدوث فيضانات وانهيارات أرضية محتملة في المناطق الساحلية، حيث قام السكان بتخزين الإمدادات الأساسية، حسب ما قال مدير إدارة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا هلا تون.
وبحسب الصحيفة الحكومية بدأت استعدادات إدارات الطوارئ في مناطق مختلفة من البلاد، كما بدأ إجلاء آلاف الأشخاص الذين يعيشون في بلدات على طول الساحل الغربي لولاية راخين، حيث من المتوقع أن يمر الإعصار.
وفي بنغلاديش، كانت غرف التحكم في المناطق المعرضة للأعاصير جاهزة لتقديم الدعم في حالات الطوارئ، وقال عمران إنه تم وضع 3 موانئ في حالة تأهب.
وقال إن الحكومة خصصت بالفعل طعاما جافا وأرزا وأموالا، وتطوع آلاف الأشخاص لأعمال الإغاثة في إطار جمعية الهلال الأحمر في بنغلاديش.
بنغلاديش دولة دلتا يبلغ عدد سكانها أكثر من 160 مليون نسمة، وهي عرضة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير.
وفي مايو 2008، ضرب الإعصار "نرجس" منطقة أيياروادي جنوب غرب ميانمار مع موجة عاصفة دمرت مناطق مأهولة بالسكان حول دلتا نهر أيياروادي، وقتل ما لا يقل عن 138 ألف شخص وجرف عشرات الآلاف من المنازل والمباني الأخرى.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.